تنتمي كليات العلوم إلى مؤسسات التعليم العالي ذات الاستقطاب المفتوح وهي عكس نظيراتها مؤسسات التعليم العالي ذات الاستقطاب المحدود، منفتحة على كل حاملي شهادة الباكالوريا كيفما كان معدل نقطهم ودرجات تفوقهم.
غير صحيح أن نقول إن المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود تتسم بتكوينات ذات جودة كبيرة مقارنة مع المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح إلا أن عدد المقاعد بالنوع الأول محدود جدا. لذا يتم اللجوء إلى الانتقاء الأولي المبني على النتائج المحصل عليها في الباكالوريا أو إلى إجراء مباريات أو إليهما معا من أجل اختيار المترشحين المؤهلين لمتابعة الدراسة بهذه المؤسسات.
تدخل في خانة المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود، العديد من الكليات والمدارس والمعاهد. على سبيل المثل لا الحصر، كليات الطب والصيدلة (دراسات الطب وطب الأسنان والصيدلة)، المدرسة الوطنية للهندسة، المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس، المدارس الوطنية للتجارة والتسيير، المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة.
لكونها ذات استقطاب مفتوح، تضررت سمعة كليات العلوم وأصبحت تنعت بملجأ للطلبة غير المتفوقين. قد يكون هذا الحكم ساقطا لكون العديد من الطلبة المتفوقون يختارون دراسة العلوم عوض الطب أو الهندسة أو غيرها ويفضلون التسجيل بكليات العلوم. لهذا وجب إنصاف هذه المؤسسات.
إذا كان التكوين بالمؤسسات ذات الاستقطاب المحدود يؤدي إلى وظيفة محددة مند بداية الدراسة، فإن التكوين بكليات العلوم يعطي فرصا أوفر للشغل في قطاعات واسعة ومتعددة كالتعليم والبحث العلمي، زيادة عن ولوج دراسات أخرى تتم بالمؤسسات ذات الاستقطاب المحدود مثل دراسات الصيدلة والتي قد ينخرط فيها الطالب بكليات العلوم بعد نيله دبلوم الدراسات الجامعية العامة (DEUG) في العلوم. هكذا يمكن أن نخلص إلى المعادلات من نوع ‘استقطاب مفتوح مع اختيار مهني واسع’ و ‘استقطاب محدود مع اختيار مهني ضيق’.
محمد بعزيـــز، كلية العلوم السملالية، مراكش، المغرب